الجمعة، 9 يوليو 2010

عجبا لامر المؤمن

قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .

وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن .

تأمّــل :

أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟

فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !

سبحان الله أما إنه أُعطي أوسع عطاء

قال عليه الصلاة والسلام : من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

الأحد، 4 يوليو 2010

هل تعرف هذا الرجل؟

قد نُسأَل عن شخصٍ ما إن كنّا نعرفه، وذلك لقضية دنيوية؛ كزواج أو وظيفة أو أمانة أو غيرها من الأمور، وبعضنا قد يستعجل بالجواب بأنه يعرفه، وقد يُزَكِّيه ويُثني عليه، ويشهد له بالعدالة؛ لأنه جاره أو قريبه أو صديقه، وقد لا يدري ماهية الشروط التي يجب أن تتوفّر فيه لتعديل الشخص المَعني، فيحكم عليه من مبدإ حسن الظّن بأخيه المسلم فقط، وهذا لا يكفي لتعديل شخصٍ ما. فالشهادة على شخصٍ ما أمانة قد يتوقّف عليها مصالح العباد، فيجب التروّي في الجواب عن السؤال، بل والاعتذار عن الجواب عنه إن لم تتوفّر فيه شروط التعديل، لكي لا يؤدّي إلى مفسدة، وقد ورد أثرٌ عن سيّدنا عمر رضي الله عنه يبيّن لنا الشروط التي يجب توفّرها في الشخص لتعديل شخصٍ ما، فعن خرشة بن الحر قال: شهد رجلٌ عند عمر بن الخطّاب، فقال له عمر: إني لستُ أعرفك، ولا يضرّك أني لا أعرفك، فائتني بمن يعرفك. فقال رجل: أنا أعرفه يا أمير المؤمنين. قال عمر: بأيّ شيءٍ تعرفه؟ فقال: بالعدالة. قال عمر: هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ قال: لا. قال عمر: فعامَلَك بالدرهم والدينار الذي يُستَدلّ به على الورع؟ قال: لا. قال عمر: فصاحَبَك في السفر الذي يُستَدَلّ به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا. قال عمر : فلستَ تعرفه! ثم قال عمر للرجل: ائتني بمن يعرفك. رواه البيهقي في السنن الكبير ( 10/ 125 ) ، وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 2637 ).

الخميس، 1 يوليو 2010

يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً

 سنرى كيف يكون اثر اصدقاء السوء علينا من خلال هذه القصة الواقعية
 
يقول الله تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)) الفرقان

تذكر بعض الروايات أن سبب نزول هذه الآيات هو أن عقبة بن أبي معيط كان يكثر من مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاه إلى ضيافته فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين، ففعل. وعلم بذلك أبي بن خلف وكان صديقَه، فعاقبه وقال له: صبأت؟ فقال: لا والله ولكن أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحيت منه، فشهدت له، فقال: لا أرضى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه، فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ألقاك خارجَ مكة إلا علوت رأسك بالسيف))، فأسر يوم بدر فأمر عليًّا قتله.
إن هذه الآيات الكريمة تعرض مشهدًا من مشاهد يوم القيامة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، اليوم الذي يندم فيه الظالمون الضالون على أفعالهم المشينة التي اقترفوها وأقوالهم البذيئة التي تفوّهوا بها في حقّ الإسلام وأهله وفي حق الرسول الأعظم الرحمة المهداة صلوات الله عليه وسلامه.
إنه مشهد رهيب عجيب، مشهد الظالم وهو يعضّ على يديه من الندم والأسف والأسى، حيث لا تكفيه يد واحدة يعضّ عليها، إنما هو يداول بين هذه اليد وتلك، أو يجمع بينهما لشدّة ما يعانيه من الندم اللاذع المتمثّل في عضّه على اليدين، وهذا فعل يرمز ويشار به إلى الحالة النفسية التي يعيشها الظالم.

الأربعاء، 30 يونيو 2010

Where is she



When you realize you want to spend the rest of your life with somebody, you want the rest of your life to start as soon as possible.

الثلاثاء، 29 يونيو 2010

سؤال القبر

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ فَسَمِعَ صَوْتًا فَفَزِعَ فَقَالَ: "مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ؟" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ" قَالُوا وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ قَالَ: كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، فَيُقَالُ لَهُ: فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِأخرجه أبو داود (4/238 ، رقم 4751). وصححه الألباني (صحيح الجامع، 1930).

الاثنين، 28 يونيو 2010

لاتندم

لاتندم
لا تندم على اهتمام صادق اعطيته لمن لم يقدره
فهذا افضل من ان تندم على انك منعت هذا الاهتمام عن شخص كان يحتاجه

 لاتندم
لا تندم على وقت ضاع من عمرك فى تجربة تعلمت منها درسا مفيدا
فهذا افضل من ان تندم على ضياع عمرك كله دون ان تتعلم شىء

لاتندم

لا تندم على جرح كرامتك محاولا استعادة علاقة انسانية رفض الطرف الاخر اصلاحها
فهذا افضل من ان تندم على علاقة كنت انت السبب فى خسارتها

لاتندم

لا تندم على فرصة صنعت فيها الخير لشخص رده لك شرا
فهذا افضل من ان تندم على فرصة ضاعت لم تصنع فيها خيرا

لاتندم
لا تندم على غفران منحته من قلبك لمن اساء اليك بشدة فهذا
افضل من ان تندم على اساءة فعلتها انت فى حق شخص و لم يغفرها لك

الخميس، 24 يونيو 2010

الدعاء هو الدواء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما مررت به فى حياتى من مواقف وحالات متغيره من شعور بالفرح والحزن والسعة والضيق والحيرة حيث انى من الممكن فى ذات اليوم يتغير حالى تارة من فرح الى حزن وتارة اخرى من حزن الى سعاده اكثر من مره(شاب مصرى) وكنت ولازلت لا استريح الا بالقرب من الله فعلا اما بالدعاء بفك الكرب واما بذكر الله فنقلت اليكم ماقرأته لابن القيم فى فضل الدعاء كدواء لكل بلاء
جاء في كتاب داء والدواء للامام ابن القيم :
فصل:

والدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلأ يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض"

وله مع البلاء ثلاث مقامات:

أحدها: أم يكون أقوي من البلاء فيدفعه
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا
الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه

وقد روي الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة"

وفيه أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء ينفع بما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء"

وفيه أيضا من حديث ثوبان رضي الله عنه عن صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"

فصل
ومن أنفع الأدوية الالحاح فى الدعاء
وقد روى ابن ماجة في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من لم يسأل الله يغضب عليه"

وفي صحيح الحاكم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم "لاتعجزوا فى الدعاء فإنه لايهلك مع الدعاء أحد

وذكر الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: "إن الله يحب الملحين فى الدعاء"

وفى كتاب الزهد للامام أحمد عن قتادة قال: قال مورق: "ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة فهو يدعو يا رب يا رب لعل الله عز وجل أن ينجيه
"
فصل

ومن الآفات التى تمنع ترتب أثر الدعاء عليه أن يستعجل العبد ويستبطي الاجابة فيستحسر ويدع الدعاء وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.

وفى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي".



وفي صحيح مسلم عنه: "لايزال يستجاب للعبد ما لم يدع بأثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل: يا رسول الله ما الاستعجال قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لى فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء"



وفي مسند أحمد من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل قالوا: يا رسول الله كيف يستعجل قال: يقول قد دعوت لربي فلم يستجيب لي"


ص-7-8-9

الأربعاء، 23 يونيو 2010

لا تغضب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولقد حدث لى اليوم موقف وغضبت فيه على غير ما اعتدت عليه وكنت قد سمعت باحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فى النهى عن الغضب فنقلت لكم بعض ما قرأته..
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " أوصني " ، فردّد ، قال : ( لا تغضب ) رواه البخاري .


الشرح
خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب الأرض بجميع أنواعه - الأبيض منها والأسود ، والطيب والرديء ، والقاسي واللين - ، فنشأت نفوس ذرّيته متباينة الطباع ، مختلفة المشارب ، فما يصلح لبعضها قد لا يناسب غيرها ، ومن هذا المنطلق راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وصاياه للناس ، إذ كان يوصي كل فرد بما يناسبه ، وما يعينه في تهذيب نفسه وتزكيتها .


فها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتسابقون إليه كي يغنموا منه الكلمة الجامعة ، والتوجيه الرشيد ، وكان منهم أبو الدرداء رضي الله عنه - كما جاء في بعض الروايات - ، فأقبل بنفس متعطشة إلى المربي العظيم ، يسأله وصية تجمع له أسباب الخير في الدنيا والآخرة ، فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن قال له : ( لا تغضب ) .


وبهذه الكلمة الموجزة ، يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطر هذا الخلق الذميم ، فالغضب جماع الشر ، ومصدر كل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام ، وأُشعلت به نار العداوات ، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم .


إنه غليان في القلب ، وهيجان في المشاعر ، يسري في النفس ، فترى صاحبه محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر ، فبعد أن كان هادئا متزنا ، إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كلية عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد .


ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء : ( اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا ) رواه أحمد ، فإن الغضب إذا اعترى العبد ، فإنه قد يمنعه من قول الحق أو قبوله ، وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين ، فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : " أول الغضب جنون ، وآخره ندم، وربما كان العطب في الغضب " ، ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما : "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب ؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم " ، وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم "، وقال آخر : " ما تكلمت في غضبي قط ، بما أندم عليه إذا رضيت ".


ومن الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه ، ما جاء في قوله تعالى : { الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } ( آل عمران : 134 ) ، فهذه الآية تشير إلى أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة مراتب : فمنهم من يكظم غيظه ، ويوقفه عند حده ، ومنهم من يعفوا عمن أساء إليه ، ومنهم من يرتقي به سمو خلقه إلى أن يقابل إساءة الغير بالإحسان إليه .




وهذا يقودنا إلى سؤال مهم : ما هي الوسائل التي تحد من الغضب ، وتعين العبد على التحكم بنفسه في تلك الحال ؟ : لقد بينت الشريعة العلاج النافع لذلك من خلال عدة نصوص ، وهو يتلخص فيما يأتي :


أولا : اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ، فالنفوس بيد الله تعالى ، وهو المعين على تزكيتها ، يقول الله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } ( غافر : 60 ) .


ثانيا : التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فهو الذي يوقد جمرة الغضب في القلب ، يقول الله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } ( فصلت : 36 ) ، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجلين يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة ، لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، ذهب عنه ما يجد ) ، وعلى الغاضب أن يكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار ؛ فإن ذلك يعينه على طمأنينة القلب وذهاب فورة الغضب .


ثالثا : التطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجور العظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه ، فمن ذلك ما رواه أبو داود بسند حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق ، حتى يخيره من أي الحور شاء ) .


رابعا : الإمساك عن الكلام ، ويغير من هيئته التي عليها ، بأن يقعد إذا كان واقفا ، ويضطجع إذا كان جالسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه أبو داود .


خامسا : الابتعاد عن كل ما ما يسبب الغضب ، والتفكر فيما يؤدي إليه.


سادسا : تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل ، في شتى شؤون الدنيا والدين .

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

مواقف طريفة من مجالس العلماء

كان ابن عباس رضي الله عنهما في مجلس من مجالس الذكر وحوله تلاميذه ، فأحدث رجل وخرجت الرائحة الكريهة ، فقال رجلٌ من تلاميذ ابن عباس : أقسم بالله على من أحدث أن يقوم فيتوضأ ، فلما سمعه ابن عباس رضي الله عنهما قال لتلاميذه : قوموا فنتوضأ كلنا .


الموت في طلب العلم
دخل إبراهيم المهدي أخو هارون الرشيد على المأمون وبين يديه جماعة يتذاكرون في الفقه ، فقال له المأمون : يا عم ما عندك فيما يقول هؤلاء في الفتوى ؟
فقال إبراهيم بن المهدي : والله يا أمير المؤمنين لقد شغلنا الندماء والمداحون باللهو واللعب في الصغر ، واشتغلنا في الكهولة باتباع الهوى وتكاليف الحياة ، فما انتفعنا بعلم !
فقال المأمون : يا عم ولم لا تتعلم اليوم ؟
فقال إبراهيم بن المهدي : أو يحسن بمثلي الآن طلب العلم وقد بلغت من الكبر عتياً ؟
قال المأمون : نعم والله ، لأن تموت طالباً للعلم خير لك من أن تعيش قانعاً بالجهل .


امتنع عن الخروج
كان الإمام القاضي محمد بن علي الشوكاني رحمه الله يُقرئ طلبته " صحيح البخاري " ، وكانت تمر به أحاديث الشفاعة التي فيها خروج أناس من النار من بعد ما حشروا فيها ، وكان أحد الطلاب ممن يحضرون مجلسه معتزلي العقيدة – والمعتزلة تنكر الشفاعة الثابتة من خروج بعض المسلمين من النار – فكان هذا الطالب كلما مرت أحاديث الشفاعة حاول أن يشوَّش ويعترض ويناقش ويجادل ، فما كان من الشوكاني إلا أن قال له : عندما يأتون لإخراجك من النار امتنع عن الخروج ، وقل لهم : أنا معتزلي لن أخرج .


تعليم عجيب
قال الجاحظ : مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة ، وعصا قصيرة ، وصولجان ، وكرة ، وطبل ، وبوق .
فقلت : ما هذه ؟ فقال : عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي بضرطة ، فأضربه بالعصا القصيرة فيتأخر فأضربه بالعصا الطويلة فيفر من بين يدي ، فأضع الكرة في الصولجان وأضربه فأشجه ، فيقوم إلي الصغار كلهم بالألواح فأجعل الطبل في عنقي ، والبوق في فمي ، وأضرب الطبل وأنفخ في البوق ، فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إليّ ويخلصونني منهم .


أي الاتجاهات ؟
سأل رجل أبا حنيفة فقال له : إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل ، فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها ؟
فقال له : الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة ثيابك لئلا تسرق منك .


أصبت في صمتك
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف ( القاضي ) رجل فيطيل الصمت ولا يتكلم ، فقال له أبو يوسف يوماً : ألا تتكلم ؟
فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟
قال أبو يوسف : إذا غابت الشمس .
قال الرجل : فإن لم تغب إلى نصف الليل كيف يصنع ؟
فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك وأخطأت أنا في استدعائي نطقك !


مصير الحصاة !
سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها الإنسان في خفّه أو ثوبه أو جبهته ؟!
فقال له : إرم بها ! فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد .
فقال عمرو بن قيس : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .
قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذن !



لا تفهم غلط
قال أبو إسحاق الحبال : كنا يوماً نقرأ على شيخ فقرأنا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة قتَّات " وكان في الجماعة رجل يبيع القت – وهو علف الدواب – فقام وبكى ، وقال : أتوب إلى الله ، فقيل له : ليس هو ذاك ، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم ، فسكن الرجل وطابت نفسه .


لا فائدة من العجلة
قال جعفر بن أبي عثمان : كنا عند يحي بن معين ، فجاءه رجل مستعجل فقال : يا أبا زكريا : حدثني بشيء أذكرك به ،
فقال يحي : اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل .


السبب واضح
سئل الإمام صالح من محمد الأسدي : لم لقبت جزرة ؟
فقال : قدم علينا عمر بن زرارة فحدثهم بحديث عن عبد الله بن بسر : أنه كان خرزة للمريض ، فجئت وقد تقدم هذا الحديث ، فرأيت في كتاب بعضهم وصحت بالشيخ : يا أبا حفص ! يا أبا حفص ! كيف حديث عبد الله بن بسر : أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى ، فصاح المحدثون ، فبقي علي حتى الساعة .


لا تعبث بقواعد اللغة
قال الإمام صالح بن محمد : دخلت مصر فإذا حلقة ضخمة ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : صاحب نحو ، فقربت منه ، فسمعته يقول : ما كان بصاد جاز بالسين ، فدخلت بين الناس وقلت : صلام عليكم يا أبا سالح ! سليتم بعد ؟
فقال لي : يا رقيع ، أي كلام هذا ؟ قلت : هذا من قولك الآن ، قال : أظنك من عيّاري بغداد ، قلت : هو ما ترى .


النقع أفضل !
سئل الإمام الشعبي رحمه الله عن المسح على اللحية ؟ فقال : : خللها بأصابعك ، قال السائل : أخاف ألا تبلها ، قال : إن خفت فنقعها من أول الليل !


وللحك أنواع !
سئل الإمام الشعبي رحمه الله : هل يجوز للمحرم أن يحك بدنه ؟ قال : نعم ،
قال : مقدار كم ؟ قال : حتى يبدو العظم !


سحور بالأطراف
روى الشعبي رحمه الله حديثاً : " تسحروا ولو أن يضع أحدكم إصبعه على التراب ثم يضعه في فيه "
فقال أحدهم : أي الأصابع ؟ فتناول الشعبي إبهام رجله وقال : هذه !


زواج غير مشهود
سأل رجل الإمام الشعبي رحمه الله : ما اسم امرأة إبليس ؟
فقال الشعبي : ذاك نكاح ما شهدناه !



بالإجماع
نُقل أن رجلاً جاء إلى أحد الفقهاء وقال له : أنا على مذهب ابن حنبل رحمه الله ، وإني توضأت وصليت ، وبينما أنا في الصلاة أحسست بشيء في قميصي ، فما الحكم ؟ فقال له الشيخ : هل خرج منك صوت ؟ قال : نعم ، صوت كصوت الغراب ، قال : هل له رائحة ؟ قال : نعم كمثل الأذى ، قال : هل له جُرم ؟ قال : نعم كثل الحناء ، فقال له الشيخ : عافاك الله .. لقد خريت بإجماع المذاهب .


القناعة
روى الأعمش عن أبي وائل أنه قال : مضيت مع صاحب لي نزور سلمان ، فقدم لنا خبز شعير ، وملحاً جريشاً ، فقال صاحبي : لو كان في هذا الملح سعتر لكان أطيب – ضيف ويقترح – فذهب سلمان وتجشم العناء وأحضر الطلب ، وبعد الفراغ قال الصاحب : الحمد لله قنعنا بما رزقنا ، فقال سلمان : لو قنعت بما رزقك الله لم تكن مطهرتي ( إناء الوضوء ) مرهونة !


إساءة
رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعرابياً يصلي صلاة سريعة لا يحسنها ، ثم دعا الأعرابي فقال : اللهم زوّجني من الحور لعين ، فقال له عمر رضي الله عنه : أعظمت الخطبة وأسأت النقد !


حيلة ظريفة .. لكنها كذبة
فكر أحد الأدباء في طريقة للتخلص من زيارات الثقلاء فكان يحتفظ بعمامته وعصاه بالقرب من باب مسكنه ، فإذا دق الباب أسرع ووضع عمامته على رأسه وأمسك بعصاه ، ثم يفتح الباب ، فإذا ظهر أن الزائر غير مرغوب فيه قال : كم أنا سيئ الحظ لأنني خارج لمقابلة متفق على موعدها من قبل ، أما إذا كان الزائر محبوباً لديه فيقول : كم أنا سعيد الحظ ، لقد عدت من الخارج الآن !

الاثنين، 21 يونيو 2010

رسالة بين مبتلى ومعافى

أرسل أخ رسالة الى اخيه المبتلى فكتب اليه المبتلى عن حاله ثم رد عليه المعافى برسالة يصبره فيها
المبتلى
أيها الصديق الحميم وصلنى خطابك الكريم سائلا فيه عن الحال معتذرا عن عدم الزيارة بكثرة الاشغل فانت فى اوسع العذر منى لثقتى بك وفى أضيقه لشوقى لك أما أنا فقدأصبحت فى محنة وعذاب من بعد صحة وشباب ،صريع الاسقام ، طريح الم، لا أهنأ بشراب ولاألتذ بطعام
هجم على المرض بلا استعداد فوجد فى جسمى خير زاد أشتهى فى الصلاة الوقوف والسبق الى اوائل الصفوف .وقد حرمت لذة الركوع والسجود فهل ياترى سيكون ذلك ويعود؟
يتردد فى سمعى بكاء الأم الرؤوم، ودعاء الوالد الكلوم، ونداء الولد المحروم. صرت على هامش الحياه كراكب انقطع فى فلاة . عجز واعاقه، ومرض وفاقه، وحزن وكأبه .
يزورنى الناس ابتغاء الأجر والمغفره وأقرأ فى عيونهم معانى الرحمة والشفقه . ولست ياأخى أشكو اليك الحكيم. ولكنى أذكرك بأمر عظيم . فهل من لبيب بصروف الدهر مدكر. وبسهام البلايا معتبر. ولوصية حبيبه(صلى الله عليه وسلم) مؤتمر؟
أما أنافأسأل الله تعالى أن يلهمنى الصبر، ويعظم لى الأجرقبل أن يضمنى القبر
المعافى
سبحان من اعطاك ومنعك وابقى لك خيرا مما حرمك. ابقى لك دينك وقلبك وعقلك وفمك. واشكرك على ماسطرته اناملك بقلمك
أخى الحبيب
هنيئا لك ان تكون رفيق الأنبياء فاءنهم اشد فى الابتلاء .وابشر فاءن البلاء يحط عنك الأوزار .كما تحط الريح أوراق الأشجار ولايزال البلاء بالاخيار حتى يمشوا على الارض وهم من الذنوب اطهار
تتحسر على فوات السجود والركوع وقد أتانا بخير غير مقطوع :بأنه يكتب للمبتلى والسقيم ماكان يعمل وهو صحيح مقيم
وكلنا ذو بلاء أو للبلاء مرتقب، فأبواب البلايا على الناس مشرعه،و أكوابه مترعه. وحق على الله ان لا يرفع شيئا من الدنيا الا وضعه
ثم انظر الى من حولك من اهل البلاء ممن نفع الله بهم الاصحاء :فاعمى البصر يمنحه الله الفقه والعلم فيفتح به قلوب الغافلين، وينور بصائر الجاهلين ويرد ذكره فى العالمين، ومقعد على كرسيه مشلول الاعضاء يدفع الله به ركب الشهداء ويغيظ بع الاعداء ، ويحيى به مم مات من همم الاحياء.
فهذا وأمثاله قبطان نجاة، وغيره_والله_على هامش الحياه، فاءنه لم يوهن الامه ذو بلاء من مريض أو فقير،ولكن طعنها فى سويدائها شباب حقير، بأجسام صحيحه، وأفكار قبيحه،وهمم مستريحه
واعلم ان مازوى عنك من الدنيا خير عند الله مما لو بسط لك. ودرجة الجنه لا تبلغها بعملك. فاءياك والسخط:فاءنه لايرفع البلاء ولا يرد الفرط
وان رحال الطاعنين توشك ان تحط،وهناك يفوز من صبر ويغتبط.
نسأل الله أن يشفيك ويمن عليك ويهديك
منقول...للعظه...

الكذب

إنَّ من علاماتِ ضعفِ الإيمان باللهِ واليومِ الآخر: الاستخفافَ بالذنوب والمعاصي، والمجاهرةَ بها، بل واستحلالَها أحياناً، واعتبارَها شيئاً مألوفاً وسائغاً ولمَّا ابتعدَ المسلمون عن دينهم، واستخفوا بشريعةِ ربهم، انحسرتْ بركةُ الإسلامِ عن ديارهِم، وسادت فيهم الأخلاقُ الدنيئة، والخصالُ السيئة، ومن أسوأ تلك الذنوب التي استمرأها كثيٌر من الناسِ وألفوها، وجاهروا بها، وهوَّنوا من شأنِها، عادةُ الكذب، ذلكَ الداءُ الوبيل الذي أصبحَ جزءاً لا يتجزأ من حياةِ الكثيرين، يمارسهُ كبارُ القومِ وصغارُهم، وشيبُهم و شبابُهم، ورجالهُم ونساؤُهم، وقـد ينظرُ البعضُ للكـذبِ بعينٍ واحدة و يحصرهُ في نطاقٍ ضيقٍ محدود، ولو أمعن النظرَ وأعاد التأمل، لعلم أنَّ الكذبَ أنواعٌ ودركا ت، قال تعالى :  (( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ))النور: 40.
فمن الأكاذيبِ الخطيرةِ كذلك، ترويجُ الشائعاتِ الباطلة التي تُحدثُ الأراجيف ، وتُخلخلُ الصفوف ، وتُعكرُ صفاءَ النفوس ، وعند البخاري - رحمه الله - في حديثِ الرؤيا الطويل ، وفيه قالَ عليه الصلاة ُوالسلام : (( فانطلقنا فأتينا رجلاً مستلقى على قفاه، وإذا آخرُ قائمٌ عليه ، بكَلَوبٍ من حديد، وإذا هو يأتي أحدَ شقيِ وجههِ، فيشر شر شِدْقَه إلى قفَاه وعينَه إلى قفاه، ثم يتحولُ إلى الجانبِ الآخر، فيفعلُ به مثَلَ ما فَعَلَ بالجانبِ الأول، فما يفرغُ من ذلك الجانب، حتى يصَّح ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعودُ عليه فيفعلُ مثلَ ما فعَلَ المرةَ الأول ))6. ثم أوَّلَها - عليه السلام بأنَّه الرجل يغدو من بيته فيكذبُ الكذِبة تبلغُ الآفاق.
فليحذرْ الذين يروجون الشائعاتِ الباطلة، ويمتهنون الدجل فإنَّ لهم أجلاً موعداً لن يخلفوه.
ومن الكذب الخطير كذلك: إلصاقُ التهمِ الباطلةِ بالأبرياء، وإعظامُ الفِرية في حقهم، واغتصابُ حقوقِ الناس، وسلبُهم أموالَهم وممتلكاتِهم بالكذبِ والزورِ والبهتان، ففي صحيح مسلم أنَّ أروى بنتَ أُويس ادعتْ على سعيدِ بنِ زيد أَحَدَ العشرةِ المبشرينَ بالجنة، ادعتْ أنَّه أخذ شيئ من أرضِها، وخاصمتهُ إلى مروانَ بنِ الحكم، فقال سعيد: اللهم إنْ كانتْ كاذبةً، فعمِّ بصرَها، واقتلَها في أرضِها، فما ماتت حتى ذَهَبَ بصرُها، ثم بينَما هي تمشي في أرضها إذ وقعتْ في حفرةٍ فماتت.
ومن الكذبِ الذي عمَّ وطمَّ، كذبُ الكثيرِ من وسائلِ الإعلام على مستوى العالمِ كله، من نشرِ الأراجيف، وبث الأخبارِ الكاذبة، والحوادثِ المختلقة، فهذه الإذاعةُ تؤكدُ النبأ، وتلك إذاعةٌ تنفيه، وذاك مسؤولٌ يُصرِّح، وآخرُ يُفند وتلك الصحيفةُ تَكذبُ، وأُخرى تَدخرُ كذبَها بكذبٍ آخر، وأصبح الناسُ في حيرةٍ من أمرِهم لا يدرونَ من يُصدِّقون، ولا بمن يثقون وأصبح مضربُ المثلِ عندَهم، لا تهتمَ بهذا الكلام إنَّه كلامُ جرائد.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ))التوبة: 119.
فاتقوا الله يا منْ تظلمون الناس، وتأكلونَ أموالهَم بطراً، و أشراً، و رئاء الناس.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

الأحد، 20 يونيو 2010

بلاغة الحجاج وزوجتة

 ذات يوم كان الحجاج يريد راية زوجته وهي حامل خلستا ليداعبها فوقف وراء باب حجرتها فسمعها تضرب على بطنها بلطف و تغني لجنينها فتقول: "ان كنت فرسا فللله درٌٍٍِِها و ان كنت بغلا فقد اتى به البغل".
غضب الحجاج وبعث لها مع وصيفتها ورقة مكتوب عليها:ٍٍٍِ"كنت, فنت" (اي كنت زوجتي , فبنت اي طالق بـ 3 )
لما قراتها قالت لجاريتها:
- هل تريدين عتقك و حريتك؟
- من لا يريد ذالك يا سيدتي!
- اذا ترجعي لسيدك (الحجاج) هذه الورقة
وكانت قد كتبت على ظهرنفس الورقة:"كنا فما فرحنا و بنًا فما حزنا".
مكثت زوجة الحجاج بعد طلاقها في دار ابيها و قد ذاع صيتها.
سمع بقصتها عبد الملك ابن مروان فاراد الزواج بهافارسل اليها يطلب يدهاللزواج
فقالت:لقدولغ في الاناءالكلب /فقال عبدالملك:قد امرنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بتعفيره وغسله.

فلم تقبل, فكان يبعث لها الهدايا فلا تقبلها. فلم اصر على ذلك قالت له "اقبل الزواج بك بشرط: ان يكون الحجاج سائق ناقة العروس -جحفة- ليلة الزفاف" و هذا شرف عظيم للحجاج لكن ....
فكان شرطها مقبولا. واتت ليلة الزفاف و عندما كان الحجاج يسوق القافالة اذ بالعروس -زوجته السابقة- تجذب الحبل, فاوقف الحجاج الناقة و راح يسال العروس عن حاجتها فقال:" مالك يا سيدتي" فاجابته:"قد سقط لي درهم" بحث الحجاج فوجد دينار فقال لها:"بل هو دينار يا سيدتي"
فاجابته:"الحمد
لله الذي ابدل درهمنا بدينار".
فاغتاض الحجاج و غضب غضبا شديدا لكن ما بالامر حيلة فقد اصبحت زوجةعبد الملك بن مروان
وعند وصوله القصر كان هناك مادبة عشاء فاخرة تليق بالملوك فجلس الحجاج امام الصفرة لكنه لم ياكل شيء من شدة الغضب.
فرآه عبد الملك ابن مروان فقال له:"مالك يا حجاج لا تاكل؟" فاجابه:"اذا وقع الذباب على طعام * رفعت يدي و نفسي تشتهيه
و تجتنب الاسود ورود ماء * اذا كان الكلاب ولغن فيه"
فاغتاضع عبدالملك بن مروان و افسد القران و رجعت العروس في نفس الليلة الى دار ابيها

الأربعاء، 16 يونيو 2010

كيف كانوا يختلفوا

- ووقع بين الصحابة خلاف أوقع بينهم قتلاً وقتالاً، لكنه لم يمنع من ورود بعض صور محمودة منها:
1- خلو قلوبهم من الغل، ومنه قول مروان بن الحكم (ما رأيت أحداً أكرم غلبة من علي، ما هو إلا أن ولينا يوم الجمل وناد منادٍ: ولا يذفف (يجهز) على جريح) [رواه البيهقي في السنن ح16523].
2- ونال أحدهم من عائشة رضي الله عنها يوم الجمل وسمعه عمار فقال: (اسكت مقبوحاً منبوحاً، أتؤذي محبوبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشهد أنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة) [الترمذي ح3888].
3- ولما قتل ابن خيري رجلاً وجده مع زوجته، رفع الأمر إلى معاوية فأشكل ذلك عليه فكتب إلى أبي موسى أن يسأل له علياً فكتب إليه علي بالجواب. [الموطأ ح1447].
4- ولما وصف ضرار بن حمزة الكناني علياً بين يدي معاوية: بكى معاوية وجعل ينشف دموعه بكمه، ويقول لمادح علي رضي الله عنه:كذا كان أبو الحسن رحمه الله. [الاستيعاب 4/1697].
- رغم الخلاف الشديد بين أهل الرأي والحديث يقول شعبة عند وفاة أبي حنيفة (لقد ذهب معه فقه الكوفة، تفضل الله عليه وعلينا برحمته). ويقول الشافعي: "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة" [سير أعلام النبلاء 6/403]
- وكذا قيل لأحمد: إن كان الإمام خرج منه الدم ولم يتوضأ هل يصلي خلفه؟ قال: كيف لا أصلي خلف الإمام مالك وسعيد بن المسيب. [الفتاوى 20/364].
- صلى الشافعي الصبح في مسجد أبي حنيفة الصبح فلم يقنت ولم يجهر ببسم الله تأدباً مع أبي حنيفة رحمهما الله [طبقات الحنفية 1/433]. قال القرطبي: "كان أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وغيرهم يصلون خلف أئمة أهل المدينة من المالكية وإن كانوا لا يقرأون البسملة لا سراً ولا جهراً وصلى أبو يوسف خلف الرشيد وقد احتجم وأفتاه مالك بأنه لا يتوضأ فصلى خلفه أبو يوسف ولم يعد" [الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، 23/375].
- ويتحدث الذهبي عن ابن خزيمة وتأوله حديث الصورة فيقول: "فليُعذر من تأول بعض الصفات، وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفوا وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقل من يسلم من الأئمة معنا" [سير أعلام النبلاء 14/374].
- يقول الذهبي في ترجمة قتادة :"وكان يرى القدر نسأل الله العفو ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده ولا يسأل عما يفعل، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلـله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك" [سير أعلام النبلاء 5/271 ].
- يقول الإمام أحمد بن حنبل: "لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً" [سير أعلام النبلاء 11/371].
ويقول: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة" [سير أعلام النبلاء 14/40].
ويقول الذهبي في تعليقه على اختلاف الناس في أبي حامد الغزالي بين مادح وذام: "مازال العلماء يختلفون ويتكلم العالم في العالم باجتهاده، وكل منهم معذور مأجور، ومن عاند أو خرق الإجماع فهو مأزور، وإلى الله ترجع الأمور" [سير أعلام 19/322].